جزاك الله خيرا
اللهم صلِ على سيدنا محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
المرأة الصالحة رأسمالها الحياء
إن حياء المرأة المسلمة هو رأسمالها فيه عزها ،
وبه تحفظ كرامتها، وشرف أهلها، وليس هناك زوجة
صالحة لا يزين الحياء خلقها.
حياء في كل شيء ..في الملبس ، في الحركة والكلام ،
في المعاملة والسلوك..
وحياء المرأة المسلمة يجعلها أكثر التزاما بزيها الإسلامي
حجابا أو نقابا ، ولا ترتدي شفافا ولا مجسدا، ولا ما يشبه
لباس الرجل، ولا ثياب الشهرة، ولا الثياب المعطرة
أو المثيرة، وكيف لا تفعل ذلك كله وهو فرض
عليها تأثم بعدم فعله، وقد أمر الله به في كتابه :
(وليضربن بخمرهن على جيوبهن)[النور:31]،
ويقول سبحانه وتعالى:
(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين
يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين)
[الأحزاب:59].
وكيف لا تفعله وفي القرآن (ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)،
[الأحزاب:33]
وكيف تكون المتبرجة صالحة، وهي تعرض مفاتنها لكل
عين، باحثة عن نظرات الإعجاب وما يليها؟ .
قال صلى الله عليه وسلم:
"لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء" ؟
وحياء المسلمة يفرض عليها غض بصرها؟
إتباعاً لقول الله تعالى:
(وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن
فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)[النور:31]،
فالمؤمنة الصالحة تعلم قول نبيها (صلى الله عليه وسلم)
فيما يرويه عن ربه "النظرة سهم مسموم من سهام إبليس،
من تركها من مخافتي أبدلته إيمانا يجد حلاوته في قلبه" .
هذا وإن إرسال الطرف هنا وهناك لا يجلب إلا شرا،
ولا يأتي بخير.
كل الحوادث مبدأها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر
فالنظرة بذرة لكل الشرور ومدخل إليها وباب من أبواب
دخول الشيطان.
وكنت متى أرسلت طرفك رائدا لقلبك دوما أتعبتك المناظـــــــر
رأيت الذي لا كلـــــــه أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
والصالحة لا تتهاون في هذا الأمر، فقد قال (صلى الله عليه وسلم)
لأم سلمة وميمونة (رضي الله عنهما):
أوعمياوان أنتما؟ أو لستما تبصرانه؟ وما كانتا تنظران
إلا إلى عبد الله بن أم مكتوم الكفيف، وقد قال الشاعر:
نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء
والصالحة تعلم أن بعد ذلك:
موت فقيامة فحساب فجهنم وعذاب وشقاء
وحياء الصالحة يظهر أيضا على أسلوبها في الكلام
يقول تعالى مرشدا لها :
(فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ
وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً ،وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ
الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ)(الأحزاب:من الآية 32 إلى الآية33.
وحياء الصالحة ينطق به سلوكها وحركتها ومشيتها.
اختي في الله لقد امرنا ان لا نتكسر في مخاطبتها للرجال ،
و ان نقول كلاماً معتدلاً في مادته
وبلسان معتدل في كيفيته .
وعلة التحريم في القول :منع الفتنة ، حتى لا يطمع
من في قلبه مرض الشهوة .
فلا ترقيق للكلام ولا إلانة له عند الحاجة كما قال الشاعر:
كأن مشيتها من بيت جارتها مشي الحمام لا كد يعاب ولا بطء به بأس
فيا كل مسلمة كوني كيانا من الحياء، أنت الحياء،
والحياء أنت، ونعم الحياء حياء صاحبتي موسى فهو
حياء منعهما من الاختلاط بالناس، ومزاحمتهم عند ماء مدين
(لانسقي حتى يصدر الرعاء)القصص (آية:23)
فتلك هي المرأة الصالحة حقا، لا تغادر بيتها وإن
غادرته فلضرورة ملحة متحلية بالحياء .
*اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات.